طلبات UCAS الجامعيّة: التقدّم إلى الجامعات في المملكة المتحدة
قد يكون نظام طلبات UCAS الجامعيّة عمليّة صعبة وشاقةً جداً، خاصةً للطلاب الدوليين الراغبين في التقدّم والدراسة في جامعة بريطانية. UCAS هو اختصار لـ Universities and Colleges Admissions Services، وتعني خدمات القبول في الجامعات والكليّات، وهو نظام التعليم في المملكة المتحدة الذي يوفّر عمليّة الطلبات الجامعيّة لجميع الجامعات البريطانية تقريباً.
لكي تتمكن من التقدّم إلى جامعة، على الطلّاب تقديم طلب واحد من خلال بوابة الـ UCAS على شبك الانترنت، وهذا يتضمّن أن يملأ الطلّاب معلوماتهم الشخصية، وأن يختاروا أكثر 5 جامعات يُفضلون ارتيادها، واختيار مجال الدراسة وكتابة تقرير شخصيّ يحتوي على معلومات متعلقة بغرضك من الدراسة، وأيضاً نبذة عن نفسك. بعد اكمالك للنقاط التي ذكرناها، تقوم الـ UCAS بنقل طلبك إلى الجامعات المختارة، والتي بدورها ستقرر ما إذا كانت ستقدّم لك مقعداً أم لا بناءً على هذا الطلب.
قد تقدّم الجامعات للطلاب عرضاً غير مشروط (وهذا يعني أن الطالب سيحظى قطعاً بمقعد في الجامعة) أو عرضاً شرطياً (هنا الطالب سيحظى بمقعد في الجامعة فقط في حال تجاوز علاماته الحدّ الذي خصصته الجامعة). تسير جميع المراسلات بينك وبين الجامعة وأيضاً ستحظى على جميع الأجوبة عن طريقة UCAS، لذلك إنه من الأمر الهام جداً أن تتفقد دوماً بوابتك وحسابك في UCAS.
يبدو الطلب الجامعي سهلاً، لكن مع ذلك، هو في معظم الأوقات معقّد جداً ويستهلك الكثير من الوقت، خاصةً إذا كنت طالباً دولياً وكنت تقوم بالتقدّم على شكل فرد دون مساعدة مدرستك أو أماكن دراساتك المتقدمة. لتسهيل عملية تقديم طلبك الجامعي، اقرأ هنا ملاحظاتنا ودليلنا لطلبات الـ UCAS الجامعيّة.
التقدم إلى جامعات المملكة المتحدة
اختيار المجالات الدراسية
عند التقدّم بطلب للانضمام إلى الجامعات عن طريق نظام الـ UCAS، يتمكّن الطالب ويُنصح أيضاً أن يتقدّم إلى 5 جامعات. يسمح لك الطلب بالتقدّم لخمس جامعات مختلفة، أو للتقدّم إلى عدّة مجالات مختلفة في الجامعة نفسها. ليس مطلوباً من الطلّاب التقدّم إلى خمسة جامعات أو إلى خمسة مجالات دراسيّة، لكن على كل حال، كلما زدت عدد الخيارات التي ستقدّم عليها وتضعها في طلبك، كلما زادت فرصك في الحصول على مقعد دراسيّ.
بمجرّد ما يختار الطلاب اختياراتهم الخمسة المفضلة، يُطلب بعد ذلك من الطلّاب اختيار ما يُدعى بالخيار الحاسم والذي يُلزمك بالتسجيل إذا حظيت على عرض من الجامعة، وخيار آخر يُدعى خيار التأمين، وباختياره توافق أنت على التسجيل في خيارك هذا إذا حصلت على الموافقة منه، في حال لم يُعرض عليك خيارك الأول "الحاسم" مقعداً. أساسياً الخياران الحاسم والتأميني هما خياراك الأول والثاني بين اختياراتك المفضلة. عمليّة تقديم الطلب سريّة، لذلك لا يمكن للجامعات الأخرى أن ترى الأماكن أو الجامعات الأخرى التي تقدّمت عليها أيضاً، وبناءً على ذلك لا يمكن للقرار النهائي أن يتمّ التأثير عليه بسبب طلباتك للجامعات الأخرى.
التقرير أو الرسالة الشخصيّة
إلى جانب علاماتك، يعدّ التقرير الشخصيّ أو رسالتك الشخصية أهم جزء من طلبك. حيث تُعتبر هذه الرسالة تقديم افتراضي لنفسك ولكل إنجازاتك، وتُعدّ من أكبر العوامل التي تقنع مسؤولي القبول بتقديم مقعد لك في الجامعة التي يعملون بها. من أجل أن تفصل نفسك عن الطلّاب الآخرين وتبرز بينهم جاذباً بذلك اهتمام مسؤولي القبول، تأكد أن رسالتك الشخصيّة تحتوي على مايلي:
- لماذا تريد دراسة هذه المواد بالتحديد أو لماذا أردت الدخول في هذا المجال، ولماذا تريد أن تدرس في هذه الجامعة بحدّ ذاتها. شغفك للمجال العلميّ الذي ستختاره على الأغلب هو بدوره أهم جزء من رسالتك الشخصية، لذلك إنه أمر هام جداً أن تُظهر أن لك اهتمام عام في مجالك المختار. تحدّث أيضاً عن الأسباب التي حفّزت اهتمامك لهذا المجال، وما الذي فعلته من أجل تحسين معرفتك وثقافتك في هذه المواضيع. إذا تريد أن تدرس التاريخ، قم بذكر كتب الهمت دراساتك والمتاحف التي تحلم بزيارتها. إذا كان هناك جامعة محددة تريد الذهاب إليها، قم بذكر السبب في الرسالة. هل هناك محاضرين مُعينين تُعجب بهم؟ إذاً اذكر الأمر. ببساطة إذا قمت باخبار مسوؤلو القبول أنك اخترت الجامعة المعيّنة بسبب طاقمها التعليميّ فذلك سيبهرهم أكثر من ذكر الحياة الليليّة كأحد الأسباب التي جعلتك تختار جامعة معيّنة.
- ما هي الصفات التي تمتلكها والتي ستسمح لك أن تتفوّق في مجال دراستك المختار؟ هل تريد دراسة اللغة الإنجليزية؟ إذاً كتابتك لرسالتك الشخصيّة وقت ممتاز لتذكر أنك قمت سابقاً بالكتابة لصحيفة مدرستك القديمة، أو شاركت بمسابقات كتابيّة محليّة. هل تأمل دراسة لغة ما؟ تحدّث إذاً عن العوائق التي عانيت منها والحواجز التي تجاوزتها منذ بدأت تعلّمك للغة، والخطوات التي تتخذها للتاكّد أنك تطوّر دوماً من نفسك وأيضاً تتحدى نفسك.
- طموحاتك وتطلعاتك المهنيّة. يعشق مسؤولو القبول الجامعيّ أن يسمعوا ما يخطط طالبهم المحتمل أن يصنع ويفعل في المستقبل. إذا كنت تحلم بدراسة الطب وإنقاذ حياة الناس، إذاً اذكر ذلك. تذكر دوماً، كلما زاد شغفك في الرسالة كلما كان الأمر افضل.
- تفاصيل خبرتك الاحترافية في العمل. لا شيء يُظهر لمسؤولي القبول تفانيك لمجالك المُختار أكثر من معرفة عملك التطوعي أو الفترات التدريبية التي قضيتها في أماكن متعلقة بالمجال. مهما كانت الصناعة أو المجال الذي عملت به، إنه من المهم للغاية أن تذكر كيف بحثت وسعيت لتحظى على وظيفة دون أجر، وذلك من أجل زيادة خبراتك في مجالك المختار، والمهارات التي تعلمتها خلال فترة عملك. يدلّ العمل في بيئة احترافية على النضج والتفاني، وهما أمران تبحث الجامعات عنه في طلابها المستقبليين.
- الأنشطة الخارجية (اللا منهجية). على الرغم من أن رسالتك الشخصيّة يجب أن تُكتب من الحوافز والدوافع الأكاديمية، يُحبّ أيضاً مسؤولو القبول عندما يُظهر الطلاب ثقافتهم العامّة، وأنهم يملكون اهتمامات خارج المجالات التعليميّة التي اختاروها. بغض النظر ما إذا كانت نشاطاتك الخارجية مرتبطة بشهادتك أم لا، عليك ذكرها في رسالتك الشخصية. هل تستمتع بالرياضة وتلعب لفريق كرة شبكة أم كرة قدم؟ اذكر ذلك وقم أيضاً بجذب الانتبهاء لقدرتك على العمل داخل فريق. هل كان لك دوراً في جهاز مدرستك الإداري؟ لا تنسَ أن تسلّط الضوء على مستويات نضجك وقدرتك على تحمّل المسؤولية.
- التوظيف. حتى لو لم يكن تاريخك الوظائفي مرتبطاً بما ترغب أو قمت بدراسته أو له علاقة بخططك المستقبلية، كل وظائفك السابقة مهمة. أفضل طريقة للحديث عن تاريخك الوظائفي في الرسالة هو ليس عبر التركيز على ما قمت به أثناء العمل، بل على المهارات "القابلة للتحويل" التي اكتسبتها خلال فترتك في العمل. تساعد معظم الوظائف بدوام جزئي الأفراد على العمل على مهاراتهم التنظيمية، ومهاراتهم في التواصل والعمل في فريق، لذلك حاول جذب الانتباه إلى هذه الصفات.
- سنوات الفراغ. إذا قمت بالاستراحة لمدة سنة، أو تخطط لسنة فراغ قبل المباشرة في دراستك، فهي تستحق القليل من وقتك لكي تذكرها في الرسالة وتذكر ماذا تخطط أن تفعل في هذه السنة وكيف تشعر أنها ستفيدك كفرد, هل ستذهب إلى دولة من العالم الثالث لتساعد في إعادة بناء المجتمعات المحليّة؟ أو من الممكن أن تقوم بالسفر حول العالم لمعرفة المزيد عن نفسك. مهما كانت خططك، تأكّد أن تذكر كيف ستساعد في عملية تطوّرك كشخص وكيف ستطوّر من استقلالك بالإضافة إلى مجموعات مهاراتك المختلفة.
تواريخ الطلبات والمواعيد النهائية
كل جامعة تختلف عن الأخرى ولكل جامعة طلب مختلف أيضاً، ولذلك هناك الكثير من المواعيد النهائية للجامعات والفصول الدراسيّة المختلفة. إذا كنت تخطط التقدّم بطلب للدراسة في أوكسفورد أو كامبريدج، الموعد النهائي للتقدّم هو أكتوبر، وهذا الأمر ينطبق أيضاً على كل من يريد الدراسة في مجالات طب الأسنان، الطب البيطري، والطب البشري. سيتم رفض أي طلب يأتي بعد شهر أكتوبر بشكل أوتوماتيكي، لذلك إنه من الأمر الهام أن تبدأ بكتابة رسالتك الشخصية في وقت مبكر، والانتهاء من طلبات الجامعة قبل الموعد النهائي للتقدّم. بالنسبة لجميع الجامعات الأخرى تقريباً، الموعد النهائي الاعتيادي هو شهر يناير. لا يحسن الكثير من الطلّاب تقدير الوقت الذي تتطلبه طلبات UCAS الجامعية، لذلك ابدأ باكراً وتجنّب العجلة في اللحظات الأخيرة من أجل أنهاء طلبك!
النتائج
بمجرد انتهائك من طلبك وتقديمه، هناك عدد من العمليات المختلفة. إذا كانت الأجوبة أو العروض التي تلقيتها شرطيّة، عليك إذاً الانتظار للنتائج في أغسطس لاكتشاف ما إذا كنت قد قُبلت أو لا. إذا تلقيت نتائج الامتحان التي تريدها، ستحظى بمقعد من جامعة "اختيارك الصارم أو الحاسم"، وسيتم اعلامك عبر بوابة UCAS الإلكترونية. إذا لم ترقَ علامتك للشروط أو الحدّ المطلوب، قد تعرض عليك بعض الجامعات مقعداً لديها، أو ستملك خيار المشاركة في عملية تدعى "Clearing Process" أو "عملية التصفية"، وهي عملية تسمح للطلاب بالبحث وتقديم طلبات في اللحظة الأخيرة لمجموعة من الجامعات التي تملك شواغر في مجالاتها، على الرغم من أن هذا الأمر لم يكن ضمن خطتك الرئيسية، يقدّم لك الأمر خيار النظر إلى مجالات بديلة ويقدّم للطلاب الذين لم تحقق علاماتهم الحدّ المطلوب فرصاً أخرى لارتياد الجامعة.
للطلّاب الذين يملكون عروض غير شرطيّة أو لمن يقدّم طلبه الجامعي عبر UCAS بعد استلامه ومعرفته لعلاماته، سيتلقون العروض مباشرةً عن طريق بوابة UCAS الإلكترونية، ولكن عليهم الانتظار لأيام النتائج.
نصائح عامة
- تأكّد من أن بريدك الإلكتروني احترافي ويدلّ عن شخص راشد عاقل – كمثال بسيط، البريد الإلكرتوني [email protected] قد يكون استعماله عادياً مع الأصدقاء والعائلة، ولكن من المحتمل أن يظنك الأساتذة والمعلمين غير ناضج بتاتاً. حتى لو كان الأمر يعني إنشاء بريد جديد منفصل خاص بعملية الطلب، هذه خطوة صغيرة وهامة جداً في سبيل تقديم نفسك على النحو الصحيح.
- دقق طلبك وصححه من الأخطاء. سيدلّ إرسال طلبك الجامعي مليئاً بالأخطاء على الإهمال، وعلى قلّة الاهتمام والكسل كما سيرى الأمر مسؤولو القبول. اطبع الطلب وتأكّد من عدم وجود الأخطاء الإملائية، تأكد من الاستخدام الصحيح لعلامات الترقيم وانتبه إذا وجد أي تضارب. لا تجعل الأخطاء الصغيرة تقلل من فرصك في ارتياد جامعة أحلامك.
- إذا كنت تستخدم بريداً إلكترونياً متصلاً بنظام المعلومات في مدرستك، تأكّد أنه بإمكانك تفقّده خارج المدرسة. تستخدم الجامعات البريد الإلكتروني كوسيلة اتصالها الأساسية، لذلك تأكّد أنه يمكنك الوصول إلى بريدك الإلكتروني، وقم بتفقده دائماً وبشكل متكرر.
- تأكّد أنك وضعت عنوان منزلك الأحدث، فبمجرّد حصولك على مقعد في جامعة ما، ستقوم الجامعة بإرسال وثائق وأوراق هامة بالإضافة إلى كُتيّبات ومواعيد هامة إلى عنوان منزلك، لذلك تأكّد من أنك وضعت العنوان الصحيح لتتجنب فقدان أي معلومات هامة.
من مساعدتنا لكم في كتابة الرسالة الشخصيّة الهامة في طلباتكم الجامعيّة، إلى مساعدتكم في فهم المصطلحات المستخدمة من قبل UCAS، نأمل أن نكون قد ساعدناكم في عملية الطلب الجامعي. ربما تريد أن تنضمّ إلى العالم المهنيّ مباشرةً عوضاً عن الذهاب إلى الجامعة؟ إذاً يمكنك الاستفادة من ملاحظاتنا ونصائحنا حول كتابة بريد إلكتروني احترافي هنا!