كيف تصنع البيئة المناسبة للدراسة؟
إن إيجاد بيئة جيدة وجو جيد يسمح لك بمضاعفة قدرتك التعلمية والدراسية، وعندما تجمع ذلك مع إدارة فعالة للوقت بجدول زمني جيد، وتحفيز عالٍ، ومهارات جيدة في القراءة والكتابة فإن ذلك سيقودك شيئاً فشيئاً إلى تحضير أفضل لامتحاناتك، فالجو المناسب هو العامل المساعد والمنشط لكل العملية الدراسية.
على كل حال، إن الجو الدراسي هو أمر خاص بكل فرد ويختلف من فرد لآخر، فما قد يبدو جيداً وصحيحاً بالنسبة لك قد لا يكون كذلك على الإطلاق لشخص آخر قد يكون صديقك أو حتى شريكك في السكن. وعلى قدر الإمكان، عليك أن تصمم مكانك وجوك الدراسي بما يناسبك. على هذا الجو ألا يكون فوضوياً مع العديد من المشتتات كي يساعدك أكثر على التركيز فيما تريد دراسته.
وبالطبع لسنا بحاجة إلى القول أن بعض أوقات الدراسة قد يلزم القيام بها خارج هذا المكان، ولكن إيجاد هذا المكان الخاص في المنزل والمخصص فقط لدراستك يساعد بشكل أو بآخر على تعزيز ارتباطك بدراستك.
هنالك أمور رئيسية هامة يجب أخذها بعين الاعتبار عند إيجاد هذا المكان في المنزل
الأمر الأول البيئة المحيطة
لتحديد البيئة المحيطة المناسبة عليك أن تركز على حواسك وتنتبه إليها، حاول أن تستبعد جميع الأشياء في الجو المحيط بك والتي تتداخل مع تركيزك، واستخدم حواسك جميعها في التعلم والدراسة، وخذ ما يلي بعين الاعتبار
- السمع: ما هي درجة الصوت ونوع الضجة التي يمكنك أن تتكيف معها؟ هل أنت من النوع الذي يحقق أكثر ما يمكن في حالة الصمت المطبق أو أنك قادر على الإنجاز بنفس الدرجة مع درجات خفيفة إلى متوسطة من الضجة؟ إن القاعدة العامة تقول أنه كلما كان الجو أكثر هدوءاً كلما كان ذلك أفضل، ولكنك عليك أن تقرر ذلك بنفسك وفقاً لما يناسبك.
- الرؤية: حاول أن تضبط الإضاءة بالشكل الأفضل، كما أن اتجاه الإضاءة ولونها يعتبر عاملاً هاماً، فالضوء الضعيف يعتبر عاملاً أساسياً في إرهاق العينين ووجع الرأس لدى الطلاب، فاحرص على أن تكون المواد التي تضعها أمام عينيك واضحة دون أي ظلال عليها ودون أي تشويش، إن المصابيح الموفرة للطاقة ذات الطيف الضوئي الكامل (ذات اللون الأبيض) ستجعلك أكثر هدوءاً وانتظاماً وأكثر قدرة على مواجهة التشتت.
إن عاملاً إضافياً في هذا المنحى هو درجة الحركة في المنطقة المحيطة بك، فإن الدراسة إلى جانب طريق للمرور يمكن أن تقودك إلى التشتت مرات عديدة وأنت تشاهد المارة من حولك.
- وضعية الجلوس: على البيئة المحيطة أن تكون مريحة ولكن ليست مريحة جداً. لقد وجد أن المقادير القليلة من التوتر العضلي تساعد على زيادة فعالية وكفاءة ودقة العمليات العقلية، لذلك فإن الجلوس على كرسي تضعك بوضعية مناسبة سيكون أفضل من الاستلقاء على السرير.
- الرائحة والطعم: حاول ألا تتداخل روائح من مطبخ قريب من المكان الذي تدرس به مع بيئتك المحيطة، فإن هذه المشتتات على الرغم من أنها تبدو جيدة إلا أنها ستفضي إلى قلة في التركيز، فعند ذلك حاول أن تنتقل إلى مكان آخر حرصاً على الاستفادة القصوى من الوقت المتاح لك.
الأمر الثاني المهام الدراسية
إن طبيعة المهام الدراسية التي ترغب أو عليك القيام بها تحدد بشكل أو بآخر طبيعة البيئة والجو الدراسي الملائم، فإن كنت بحاجة للقيام بمهمة تستلزم الكثير من الحفظ والتذكر فقد تفضل أن تفعل ذلك وحيداً لبعض من الوقت ومن ثم تجتمع مع أحدهم كي تحاول تذكر تلك المعلومات. بينما في حالة حل المسائل فإن الدراسة ضمن مجموعات قد تكون خياراً أفضل بشرط أن تتفق هذه المجموعة على مجموعة من القواعد أثناء الدراسة لتنظيم العمل، وإن هذا النمط الدراسي ينفع بشكل أكبر عندما يقوم أفراد المجموعة بالتحضير لهذا العمل قبل مجيئهم. بينما إن كان لديك مشروع عليك تقديمه فإن مكاناً واسعاً غير فوضوي وبجو مناسب سيكون البيئة الملائمة لذلك.
الأمر الثالث الموارد الدراسية
قبل أن تبدأ بالدراسة عليك أن تتأكد من توافر جميع المواد الدراسية والموارد التي تحتاجها. سواء أكان حاسوباً أم كتاباً أم غير ذلك. وفي الحديث عن الموارد التي تحتاجها أثناء دراستك... فإنك قد ترغب أحياناً في تناول بعض الطعام السريع أو الحلويات مع الدراسة، إلا أن ذلك لا يبدو جيداً جداً لأنه سيساهم في إلهائك أولاً، كما أن تناول هذه الأطعمة أثناء الدراسة سيساهم في زيادة سكر الدم لديك مؤقتاً وهو يستقلب بشكل سريع لتشعر بعدها بالخمول والنعاس. إن تناول بعض الخضار والفاكهة في أوقات الراحة التي تأخذها من الدراسة يبدو أفضل من ذلك وأكثر فائدة، وبعد الانتهاء من كامل واجباتك يمكنك أن تكافئ نفسك بالطعام الذي تفضله.
في النهاية، عليك أن تتذكر دائماً أنه ليس هنالك على الإطلاق بيئة ممتازة لدراسة الجميع، فعليك أنت أن تحدد المكان الأفضل لك اعتماداً على نمط الدراسة والمهام التي ستقوم بها والموارد المتوافرة لديك. احصل على مكانك المناسب للدراسة وواجه المتطفلين عليك أثناء ذلك سواء أكانوا عائلك أو أصدقاءك أو الهاتف أو البيتزا!